بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
كثيرٌ منّا يكتب الكلمة التي تمليها عليه نفسه ,والكارثة أن لايأخذ لها بالاً.
(إلى أين ستوصله أو إلى أين هو يريد الوصول بها أصلا؟)
وأيضا لايدري عندما يقول تلك الكلمة ويوجّهها لشخص
إلى ماذا ستؤّدي تلك الكلمة بذلك الشخص المقصود!!
والأدهى والأنكى والأمّر مماسبق كلّه
أن يتّقصد أحدنا تلك الكلمة لينتقص الطرف الآخر ويجرحه ويحبطه
ويحطّمه ويتّمنى انتهائه (مع سابق اصرارٍ وترّصد)
فلماذا ينتقص أحدنا الآخر أو يحاول أن يسيء به الظن ويتصيّده حتى في مواقف لاأدري كيف يسمح لنفسه أن يستعملها ضد غيره!!!
وإنّي والله لأتعجّب أحياناً وأقف مذهولاً عندما أسمع أو أرى أو أقرأ
موقفاً أو كلمةً ينتقص بها أحدهم غيره !!!
فيستعمل عبارات وكلمات ومواقف حتى الطفل الغير مدرك يعرف أنها حساسة ويتجنب استعمالها !!!
فهل هذا الانتقاص للآخرين أو (للخصوم كما يراهم هذا المنتقص)
هل هو هواية يتلذذ بها عندما يجرح غيره وينتصر عليه ولو بالباطل!!
أم هو مرض مزمن يجعل صاحبه خسيساً متكّبراً
يمحق كل من يخالفه ولو بكلمة حتى وان اضطر بأن ينتقصه بمواقف لاتمّت للموضوع بصلة !!
أعتقد أن فعل (اضطر) لا يليق به المقام في هذه الجملة,فأحيانا المنتقص لايفعل ذلك مضطراً,وإنّما يكون قاصداًلما يقول ويتلذذ بايذاء الآخرين.
ويفعل ذلك فقط ليهزم خصمه (فهو يراه عدو لَدود لأنه خالفه الرأي ).
أو لأي سبب هو يراه دافعاً مناسباً ليبدأ هجومه الخبيث !!!
أخبرني أحد الأصدقاء اليوم بكلام جميل جدّا وأعجبني
سأحاول تلخيصه لكم :
فقال لي إن الكلام الطيب وفعل الخير مثل الهدف
الذي في منتصف
فهو يحتاج لاستعداد وتجهيز واخلاص وحسن نية كما يحتاج الشخص لوقفة معينة ورمية معينة وقوس جيد لاصابة الهدف في المنتصف.
ولكن الكلام السيىء والجارح وأفعال الشر لاتحتاج إلى كل ذلك التركيز والاستعدادات فما أسهل ذلك على الشيطان ليساعدك في ذلك وينوّع لك الطرق والأساليب وكأنّك تريد أن ترمي بقوسك اللوحة ولكن لن تحتاج لقوس جيد أو وقفة معيّنة أو استعداد فعندك خيارات كثيرة سواء أصبت رقم 1 أو 2 أو 3 أو غيره.فعندك أكثر من 32 مكان لفعل الشر الذي لايحتاج لاستعداد.
فلنحرص جميعاً أن نختار كلماتنا قبل أن نتّفوه بها أو نكتبها فتُحسّب علينا للأبد
أوربّما نقول شيئاً قصدناه أو لم نقصده ولكن يكون هذا الكلام سبباً في حزن أو تدمير انسان أو حتى المساس بمشاعره.
لعلّنا نستفيد من هذا الكلام ونكبح جماح أنفسنا ونفكّر مليّاً قبل أن نتفوّه أو نكتب أي كلمة تضرّ غيرنا أيّما مضرة.
ونكونَ بهذه الكلمة وبمثيلاتها من المفلسين والعياذ بالله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
(أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار)
الراوي: أبو هريرة - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - خلاصة الدرجة: صحيح.
